القوى العظمى خلف اقتصاد مزدهر

القوى العظمى خلف اقتصاد مزدهر

آليات عمل المدفوعات الإلكترونية، الرحلة الأولى

آليات عمل المدفوعات الإلكترونية، الرحلة الأولى

١٣ شوال ١٤٤٥ هـ

في عصر التقنية المتسارع، حيث التقنيات تحكم أغلب القطاعات حتى صارت تحكم حياتنا اليومية، من لحظة استيقاظنا من النوم ننتقل بين عوالم مختلفة من خلال هاتفنا الذكي، هاتفك يخبرك بكل شيء تحتاجه فعليا، ما حرارة الطقس، كم تبعد منطقة عنك، تقاريرك و مواعيدك الطبية، حجوزات الطيران، تقييم مطعم ما و ماهي أفضل الاطباق،حتى أصبحنا نستطيع اليوم التجول بدون محفظة فعلية، كل شيء داخل هواتفنا الذكية، أصبحت التقنيات عصب أساسي يتجذر عالمنا و معاملاتنا، لا نتخيل للحظة أن محلًا تجاريًا يخبرنا "عذرًا لا نقبل إلا أموالاً نقدية فقط" لم تعد هذه فكرة محتملة بل مستنكرة كل الاستنكار، تخيل معي عزيزي القارئ أن إستخدام النقد حاليا في المملكة نسبة إلى جميع النقود يشكل فقط ٨٪، مقارنة ب٦٥٪ قبل عقود بسيطة، يبدو أن نقودنا هربت من محفظتنا الفعلية إلى محفظتنا الإلكترونية.

انضموا إلي في هذه الرحلة لكشف الستار خلف عمليات الدفع الإلكتروني، القوة الكبيرة خلف اقتصاد اليوم الرقمي المزدهر.

لماذا تحتاج إلى دمج المدفوعات الإلكترونية في عملك التجاري؟

نعلم جميعًا أن دمج أعمالنا التجارية بالتقنيات أمر مفروض ولابد لنا الاعتراف أنه ممتع، لنأخذ خطوتين للخلف أو عقدًا للخلف، نبدأ من الجذر الأول لفهم سبب حاجة عملك التجاري إلى الدفع الإلكتروني، دعونا أولًا نلقي نظرة ثاقبة على السوق السعودي الحالي لفهم توجه المستهلك.

مع معدل تفاعل تقني عالٍ وقطاع فنتك (التقنيات المالية) نامٍ بسرعة حيث في بلادنا المزدهرة نتميز بمجتمع تقني فذّ، شبابي متقدم وملتهم أول للتقنيات ولأي تقنية حديثة، تقدم المملكة العربية السعودية منظورًا فريدًا للمعاملات الرقمية.

في المملكة العربية السعودية، يُظهر السكان درجة عالية من التفاعل التقني، مع إحصائيات مثيرة للاهتمام:

  • حيث نسبة انتشار الإنترنت تبلغ ٩٦% بين الأشخاص في الفئة العمرية ١٨-٧٥ سنة.

  • نسبة انتشار الهواتف الذكية تبلغ ٩٧% في نفس الفئة العمرية.

مما يُسهل استخدام الخدمات المالية الرقمية. مع العلم أن نسبة كبيرة (٦٧%) من سكان المملكة العربية السعودية تحت سن ٣٥ عامًا، مما يشير أن ليس فقط الوصول للتقنيات سهل، بل أصبح تبنيها أمر سريعًا جدًا.

نحن نعيش فعلا في سوق شبه خالٍ من النقد، حيث أبرز استطلاع لتبني التقنية المالية تحولات في سلوكيات الدفع:

لوحظ انخفاض كبير في الاستخدام العام للنقد:

  • ٥٧% من السكان لا يزالون يستخدمون النقد مرة واحدة على الأقل في الأسبوع.

  • ٢٥% أفادوا باستخدام النقد مرة واحدة فقط في الشهر.

  • بشكل مثير للاهتمام، ذكر ١٨% أنهم يستخدمون النقد مرة أو مرتين فقط في السنة.

لابد أن الان أصبح أمر فرار النقود أمرًا ملموس وفعلي.

لنلقي نظرة على قطاع الفنتك (التقنيات المالية) التي تدعم القطاعات في معالجة المدفوعات الإلكترونية وتساهم بشكل كبير وضخم في مجال البنوك وتسهيل معاملاتها، كانت قيمة معاملات التقنيات المالية في المملكة العربية السعودية تُقدر بـ ٢٠ مليار دولار أمريكي في عام ٢٠١٩ ومن المتوقع أن يصل حجم السوق بحلول عام ٢٠٢٧ إلى ٧٨.٤٠ مليار دولار أمريكي من قيمة المعاملات وهو ما يمثل معدل نمو سنوي قدره ١٢.٥٣٪ خلال الفترة المتوقعة، والجزء الأكبر من السوق هو التجارة الإلكترونية.

هذه التوقعات تُبرز النمو والتوسع السريع للصناعة داخل البلاد، مدفوعًا بعوامل مثل التقدم التقني، ومعدلات التبني الرقمي العالية بين السكان، والسياسات الحكومية الداعمة.

لابد من القول إن تقديم حلول الدفع الإلكتروني المتوافقة لهيكل عملك التجاري يزيد من تشجُع العميل لإكمال عملية الدفع ورفع إيرادات عملك التجاري، العميل لا يأخذ إلا جزءًا من الثانية ليقرر أن عميلة الدفع مشبوهة، أو مستهلكة لوقته القصير جدًا، أو حتى ليست سلسلة بالشكل الكافي.

وأنت بالطبع لا تبحث فقط عن رضا عملائك، بل تهتم أيضًا بالرضا الذي تجنيه من الإيرادات. هناك فوائد هائلة من اختيار التقنيات الصحيحة للمدفوعات الإلكترونية والتي تناسب هيكلتك الخاصة:

  • زيادة المبيعات، في أي وقت من اليوم يُسمح لعملائك بشراء منتجاتك أو خدماتك.

  • وصولك لما هو أبعد من منطقتك الحالية، من النطاق الوطني إلى الدولي، وحتى العالمي.

  • تكاليف معاملات أقل، غالبًا ما تأتي المدفوعات الإلكترونية مع رسوم معاملات أقل وتكاليف تشغيلية أقل، مما يوفر المال لعملك التجاري على المدى الطويل.

  • مستوى أمان عالي والتصدي للمخاطر المحتملة التقليدية، تستخدم أنظمة الدفع الإلكتروني الموثوقة تدابير أمان متقدمة، مثل التشفير وأدوات الكشف عن الاحتيال، لحماية كل من العمل التجاري وعملائه من السرقة والاحتيال.

  • تشغيل عملك التجاري بتقنيات تعمل على مدار الساعة بشكل تلقائي، يمكن لأنظمة الدفع الإلكتروني أن تتكامل مع برمجيات المحاسبة وإدارة العملاء في الأعمال التجارية، مما يؤتمت عمليات إصدار الفواتير والتسجيل المحاسبي. هذا يقلل من الأخطاء اليدوية ويوفر الوقت في المهام الإدارية.

  • تخزين البيانات لفرص نجاح أكبر، يمكن لمنصات الدفع الإلكتروني توفير بيانات قيّمة حول سلوكيات شراء العملاء، والمنتجات التي تلقى رواجًا، وترندات الدفع المنتشرة. يمكن استخدامها لاتخاذ قرارات واضحة مدعومة بحقائق تاريخية مسبقة حول عروض المنتجات، واستراتيجيات التسعير، والحملات التسويقية.

كيف تعمل المدفوعات الإلكترونية؟

إن ضغطة زر من عميلك وقبولك للعملية يبدو أمر سهل ومبسط و لكن خوارزميات التقنيات تكمن في أنها تقوم باختصار عمليات طويلة ومعقدة لعين غير تقنية إلى عمليات مبسطة لا تأخذ من الوقت إلا ثواني أو أقل، لنرى من الأطراف المعنيون عند حدوث عملية الدفع الإلكتروني وما يحدث عندما يقرر العميل أن آلية دفعك سهلة سريعة:

  • العميل (المشتري): الفرد أو الكيان الذي يقوم بالشراء.

  • التاجر (البائع): العمل التجاري أو الفرد الذي يقدم السلع أو الخدمات للبيع عبر الإنترنت. يقبل الدفعات من العملاء من خلال موقعه الإلكتروني أو منصته عبر الإنترنت.

  • مزود خدمة الدفع: شركة مزودة لخدمة الدفع التي تُسهل نقل معلومات الدفع الخاصة بالعميل بأمان من موقع التاجر الإلكتروني إلى بوابة الدفع.

  • بوابة الدفع: شركة تدير معالجة بطاقات الائتمان وبطاقات الخصم (مدى)، بما في ذلك نقل معلومات المعاملة بين التاجر، وبنك التاجر، وبنك العميل. أحيانًا، تؤدي بوابة الدفع ومزود خدمة الدفع نفس الوظائف.

  • بنك التاجر: البنك أو المؤسسة المالية التي تحتفظ بحساب التاجر. يتلقى طلب تفويض الدفع من بوابة الدفع ويوجهه إلى شبكة البطاقات المعنية أو البنك.

  • البنك المُصدر للبطاقة (بنك العميل): البنك أو المؤسسة المالية التي أصدرت بطاقة الائتمان أو الخصم للعميل. مسؤول عن الموافقة على المعاملة أو رفضها بناءً على الأموال المتاحة للعميل، وحالة الحساب، وفحوصات الأمان.

  • شبكات البطاقات (مدى، فيزا، ماستركارد، إلخ): هذه المنظمات تدير الشبكات التي تعالج المدفوعات بين بنوك التجّار وبنوك العملاء لمعاملات بطاقات الائتمان والخصم (مدى). تحدد رسوم التبادل وتُسهل تسوية الأموال بين هذه البنوك.

إليكم نظرة مبسطة على كيفية عمل المدفوعات الإلكترونية:

  • الاختيار والدفع: يختار العميل منتجًا أو خدمة على موقع الويب أو التطبيق الخاص لمقدم المنتج أو الخدمة ويتابع إلى صفحة الدفع لإجراء عملية الشراء.

  • معلومات الدفع: عند الدفع، يُطلب من العميل إدخال معلومات الدفع الخاصة به، والتي يمكن أن تشمل تفاصيل بطاقة الائتمان/الخصم، معلومات الحساب البنكي، أو طرق دفع رقمية أخرى (مثل PayPal, Apple Pay)

  • مزود خدمة الدفع: يتم نقل معلومات الدفع بأمان إلى مزود خدمة الدفع، وهي خدمة تُفوض وتعالج الدفعات. تقوم بتشفير البيانات لضمان أمانها أثناء النقل.

  • بوابة الدفع: يُحيل مزود خدمة الدفع تفاصيل المعاملة إلى بوابة الدفع التي يستخدمها بنك البائع. ثم يُقدم المعاملة إلى شبكة البطاقات (مثل مدى، فيزا، ماستركارد).

  • التفويض: تراجع شبكة البطاقات أو البنك المعاملة للتأكد من توفر الأموال أو الائتمان الكافي لدى العميل. كما تتحقق من أي علامات للاحتيال. إذا كان كل شيء بالترتيب المناسب والصحيح، يتم تفويض المعاملة.

  • التأكيد: يُرسل التفويض، مع إشعار بالموافقة على المعاملة أو رفضها، عبر السلسلة إلى مزود خدمة الدفع، التي بدورها توصلها إلى الموقع الإلكتروني أو التطبيق. ثم يُبلغ العميل بنتيجة المعاملة (الموافقة أو الرفض).

  • التسوية: بمجرد الموافقة، يتم نقل الأموال من بنك العميل إلى بنك البائع. تُعرف هذه العملية بالتسوية وقد تستغرق بضعة أيام.

  • الاكتمال: بمجرد تسوية الأموال، تُعتبر المعاملة مكتملة.

خلال هذه العملية، يستخدم مزود الخدمة تدابير أمان مثل التشفير، والتوكنة، وخوارزميات الكشف عن الاحتيال لحماية المعلومات الحساسة وضمان بيئة معاملة آمنة.

وبالنسبة للسؤال الأهم، كيف تختار أفضل مزود خدمة للدفع وبوابة الدفع؟

اختيار أفضل حل لمعالجة الدفع لعملك التجاري يتطلب النظر في عدة عوامل رئيسية لضمان أن الخدمة تلبي احتياجاتك الخاصة، وتوفر الأمان، وتقدم تجربة سلسة لعملائك. إليكم بعض الخطوات والاعتبارات لمساعدتك في اتخاذ القرار الصحيح:

فهم احتياجاتك
  • نوع العمل: هل تدير موقعًا إلكترونيًا للتجارة الإلكترونية، أو متجرًا فعليًا، أو كليهما؟ سيؤثر نموذج عملك على اختيارك.

  • حجم المعاملات: قدر حجم المعاملات التي تتوقع معالجتها. بعض الحلول أنسب للحجم الكبير من المعاملات، بينما تلائم حلول أخرى الأعمال الصغيرة.

  • المبيعات الدولية: إذا كنت تخطط لقبول المدفوعات الدولية، ابحث عن حل يدعم عملات متعددة وشبكات بطاقات دولية.

تقييم الرسوم والتكاليف
  • رسوم الإعداد: بعض المزودين يفرضون رسوم إعداد أولية.

  • رسوم المعاملات: قارن رسوم المعاملة لكل عملية، والتي قد تختلف بناءً على نوع المعاملة (مثل الإئتمان مقابل بطاقة الخصم) وما إذا كانت المعاملة داخلية أو دولية.

  • الرسوم الشهرية: تحقق مما إذا كانت هناك أي رسوم خدمة شهرية.

  • رسوم الاسترداد: فهم التكاليف المرتبطة بعمليات الاسترداد.

النظر في أنواع الدفع المدعومة

تأكد من أن البوابة ومزود الخدمة يدعمان مجموعة واسعة من طرق الدفع، بما في ذلك جميع بطاقات الائتمان والخصم الرئيسية، والمحافظ الرقمية (مثل Samsung Pay،Apple Pay، Google Pay) وطرق الدفع المحلية الأخرى التي يفضلها عملائك المستهدفون.

تقييم المميزات الأمنية
  • الامتثال لPCI: تأكد من أن المزود يتوافق مع معايير PCI DSS لحماية بيانات حامل البطاقة.

  • التشفير والتوكنة: ابحث عن تدابير أمان متقدمة مثل التشفير والتوكنة لحماية بيانات المعاملات.

أدوات منع الاحتيال: تحقق مما إذا كان المزود يقدم أدوات للكشف عن الاحتيال ومنعه.

التكامل والتوافق
  • سهولة التكامل: يجب أن يتكامل الحل بسلاسة مع موقعك الإلكتروني الحالي، وبرمجيات سلة التسوق، وأنظمة الأعمال الأخرى.

توفر API وSDK: تحقق مما إذا كان المزود يقدم واجهات برمجة التطبيقات (APIs) وحزم تطوير البرمجيات (SDKs) للتكاملات المخصصة.

تجربة المستخدم
  • تجربة الدفع: فكر في كيفية ظهور عملية الدفع لعملائك. يمكن أن يقلل الدفع السلس والسريع والمُعرف بالعلامة التجارية من تخلي العملاء عن عربات التسوق.

  • مناسب لشاشة الهاتف المحمول: تأكد من أن بوابة الدفع توفر تجربة دفع مُحسنة للهاتف المحمول.

دعم العملاء
  • التوفر: ابحث عن مزودين يقدمون دعمًا للعملاء على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.

  • قنوات الدعم: ضع في اعتبارك أنواع الدعم المقدمة (مثل الهاتف، البريد الإلكتروني، الدردشة المباشرة).

المراجعات والسمعة
  • ابحث في تقييمات العملاء والشهادات لقياس رضا المستخدم.

  • تحقق من أي شكاوى أو مشكلات مع المزود.

شروط العقد والمرونة
  • مدة العقد: كن حذرًا من العقود طويلة الأجل مع رسوم إنهاء عالية.

  • المرونة: ضع في اعتبارك ما إذا كان المزود يقدم مرونة مع نمو عملك وتغير احتياجاتك.

اختبار الخدمة

إذا أمكن، استفد من أي فترات تجريبية لاختبار بوابة الدفع وحل معالجة الدفع في بيئة تجريبية. يمكن أن يساعدك هذا في تقييم التوافق وسهولة الاستخدام ودعم العملاء عن قرب.


من خلال النظر بعناية في هذه العوامل، يمكنك اختيار مزود خدمة الدفع وبوابة الدفع التي تناسب احتياجات عملك بشكل أفضل، وتعزز تجربة دفع عملائك، وتدعم أهداف نموك.

فماذا بعد؟ لابد لنا من الاهتمام بأدق التفاصيل التقنية لأعمالنا التجارية، عميل اليوم يقرر خلال ثوانٍ معدودة، تجذبه السهولة والسرعة والسلاسة في معاملاته التقنية لأن كل ما في هاتفه يقدم أسرع الحلول و أفضلها فلا يرضى لأقل ما هو ذلك، اتخاذك القرار الصحيح لمزود خدمات الدفع الإلكترونية يضمن تجربة عميل ناجحة وعمل تجاري مزدهر، ميسر هنا لتقديم حلول الدفع المتكاملة.


في عصر التقنية المتسارع، حيث التقنيات تحكم أغلب القطاعات حتى صارت تحكم حياتنا اليومية، من لحظة استيقاظنا من النوم ننتقل بين عوالم مختلفة من خلال هاتفنا الذكي، هاتفك يخبرك بكل شيء تحتاجه فعليا، ما حرارة الطقس، كم تبعد منطقة عنك، تقاريرك و مواعيدك الطبية، حجوزات الطيران، تقييم مطعم ما و ماهي أفضل الاطباق،حتى أصبحنا نستطيع اليوم التجول بدون محفظة فعلية، كل شيء داخل هواتفنا الذكية، أصبحت التقنيات عصب أساسي يتجذر عالمنا و معاملاتنا، لا نتخيل للحظة أن محلًا تجاريًا يخبرنا "عذرًا لا نقبل إلا أموالاً نقدية فقط" لم تعد هذه فكرة محتملة بل مستنكرة كل الاستنكار، تخيل معي عزيزي القارئ أن إستخدام النقد حاليا في المملكة نسبة إلى جميع النقود يشكل فقط ٨٪، مقارنة ب٦٥٪ قبل عقود بسيطة، يبدو أن نقودنا هربت من محفظتنا الفعلية إلى محفظتنا الإلكترونية.

انضموا إلي في هذه الرحلة لكشف الستار خلف عمليات الدفع الإلكتروني، القوة الكبيرة خلف اقتصاد اليوم الرقمي المزدهر.

لماذا تحتاج إلى دمج المدفوعات الإلكترونية في عملك التجاري؟

نعلم جميعًا أن دمج أعمالنا التجارية بالتقنيات أمر مفروض ولابد لنا الاعتراف أنه ممتع، لنأخذ خطوتين للخلف أو عقدًا للخلف، نبدأ من الجذر الأول لفهم سبب حاجة عملك التجاري إلى الدفع الإلكتروني، دعونا أولًا نلقي نظرة ثاقبة على السوق السعودي الحالي لفهم توجه المستهلك.

مع معدل تفاعل تقني عالٍ وقطاع فنتك (التقنيات المالية) نامٍ بسرعة حيث في بلادنا المزدهرة نتميز بمجتمع تقني فذّ، شبابي متقدم وملتهم أول للتقنيات ولأي تقنية حديثة، تقدم المملكة العربية السعودية منظورًا فريدًا للمعاملات الرقمية.

في المملكة العربية السعودية، يُظهر السكان درجة عالية من التفاعل التقني، مع إحصائيات مثيرة للاهتمام:

  • حيث نسبة انتشار الإنترنت تبلغ ٩٦% بين الأشخاص في الفئة العمرية ١٨-٧٥ سنة.

  • نسبة انتشار الهواتف الذكية تبلغ ٩٧% في نفس الفئة العمرية.

مما يُسهل استخدام الخدمات المالية الرقمية. مع العلم أن نسبة كبيرة (٦٧%) من سكان المملكة العربية السعودية تحت سن ٣٥ عامًا، مما يشير أن ليس فقط الوصول للتقنيات سهل، بل أصبح تبنيها أمر سريعًا جدًا.

نحن نعيش فعلا في سوق شبه خالٍ من النقد، حيث أبرز استطلاع لتبني التقنية المالية تحولات في سلوكيات الدفع:

لوحظ انخفاض كبير في الاستخدام العام للنقد:

  • ٥٧% من السكان لا يزالون يستخدمون النقد مرة واحدة على الأقل في الأسبوع.

  • ٢٥% أفادوا باستخدام النقد مرة واحدة فقط في الشهر.

  • بشكل مثير للاهتمام، ذكر ١٨% أنهم يستخدمون النقد مرة أو مرتين فقط في السنة.

لابد أن الان أصبح أمر فرار النقود أمرًا ملموس وفعلي.

لنلقي نظرة على قطاع الفنتك (التقنيات المالية) التي تدعم القطاعات في معالجة المدفوعات الإلكترونية وتساهم بشكل كبير وضخم في مجال البنوك وتسهيل معاملاتها، كانت قيمة معاملات التقنيات المالية في المملكة العربية السعودية تُقدر بـ ٢٠ مليار دولار أمريكي في عام ٢٠١٩ ومن المتوقع أن يصل حجم السوق بحلول عام ٢٠٢٧ إلى ٧٨.٤٠ مليار دولار أمريكي من قيمة المعاملات وهو ما يمثل معدل نمو سنوي قدره ١٢.٥٣٪ خلال الفترة المتوقعة، والجزء الأكبر من السوق هو التجارة الإلكترونية.

هذه التوقعات تُبرز النمو والتوسع السريع للصناعة داخل البلاد، مدفوعًا بعوامل مثل التقدم التقني، ومعدلات التبني الرقمي العالية بين السكان، والسياسات الحكومية الداعمة.

لابد من القول إن تقديم حلول الدفع الإلكتروني المتوافقة لهيكل عملك التجاري يزيد من تشجُع العميل لإكمال عملية الدفع ورفع إيرادات عملك التجاري، العميل لا يأخذ إلا جزءًا من الثانية ليقرر أن عميلة الدفع مشبوهة، أو مستهلكة لوقته القصير جدًا، أو حتى ليست سلسلة بالشكل الكافي.

وأنت بالطبع لا تبحث فقط عن رضا عملائك، بل تهتم أيضًا بالرضا الذي تجنيه من الإيرادات. هناك فوائد هائلة من اختيار التقنيات الصحيحة للمدفوعات الإلكترونية والتي تناسب هيكلتك الخاصة:

  • زيادة المبيعات، في أي وقت من اليوم يُسمح لعملائك بشراء منتجاتك أو خدماتك.

  • وصولك لما هو أبعد من منطقتك الحالية، من النطاق الوطني إلى الدولي، وحتى العالمي.

  • تكاليف معاملات أقل، غالبًا ما تأتي المدفوعات الإلكترونية مع رسوم معاملات أقل وتكاليف تشغيلية أقل، مما يوفر المال لعملك التجاري على المدى الطويل.

  • مستوى أمان عالي والتصدي للمخاطر المحتملة التقليدية، تستخدم أنظمة الدفع الإلكتروني الموثوقة تدابير أمان متقدمة، مثل التشفير وأدوات الكشف عن الاحتيال، لحماية كل من العمل التجاري وعملائه من السرقة والاحتيال.

  • تشغيل عملك التجاري بتقنيات تعمل على مدار الساعة بشكل تلقائي، يمكن لأنظمة الدفع الإلكتروني أن تتكامل مع برمجيات المحاسبة وإدارة العملاء في الأعمال التجارية، مما يؤتمت عمليات إصدار الفواتير والتسجيل المحاسبي. هذا يقلل من الأخطاء اليدوية ويوفر الوقت في المهام الإدارية.

  • تخزين البيانات لفرص نجاح أكبر، يمكن لمنصات الدفع الإلكتروني توفير بيانات قيّمة حول سلوكيات شراء العملاء، والمنتجات التي تلقى رواجًا، وترندات الدفع المنتشرة. يمكن استخدامها لاتخاذ قرارات واضحة مدعومة بحقائق تاريخية مسبقة حول عروض المنتجات، واستراتيجيات التسعير، والحملات التسويقية.

كيف تعمل المدفوعات الإلكترونية؟

إن ضغطة زر من عميلك وقبولك للعملية يبدو أمر سهل ومبسط و لكن خوارزميات التقنيات تكمن في أنها تقوم باختصار عمليات طويلة ومعقدة لعين غير تقنية إلى عمليات مبسطة لا تأخذ من الوقت إلا ثواني أو أقل، لنرى من الأطراف المعنيون عند حدوث عملية الدفع الإلكتروني وما يحدث عندما يقرر العميل أن آلية دفعك سهلة سريعة:

  • العميل (المشتري): الفرد أو الكيان الذي يقوم بالشراء.

  • التاجر (البائع): العمل التجاري أو الفرد الذي يقدم السلع أو الخدمات للبيع عبر الإنترنت. يقبل الدفعات من العملاء من خلال موقعه الإلكتروني أو منصته عبر الإنترنت.

  • مزود خدمة الدفع: شركة مزودة لخدمة الدفع التي تُسهل نقل معلومات الدفع الخاصة بالعميل بأمان من موقع التاجر الإلكتروني إلى بوابة الدفع.

  • بوابة الدفع: شركة تدير معالجة بطاقات الائتمان وبطاقات الخصم (مدى)، بما في ذلك نقل معلومات المعاملة بين التاجر، وبنك التاجر، وبنك العميل. أحيانًا، تؤدي بوابة الدفع ومزود خدمة الدفع نفس الوظائف.

  • بنك التاجر: البنك أو المؤسسة المالية التي تحتفظ بحساب التاجر. يتلقى طلب تفويض الدفع من بوابة الدفع ويوجهه إلى شبكة البطاقات المعنية أو البنك.

  • البنك المُصدر للبطاقة (بنك العميل): البنك أو المؤسسة المالية التي أصدرت بطاقة الائتمان أو الخصم للعميل. مسؤول عن الموافقة على المعاملة أو رفضها بناءً على الأموال المتاحة للعميل، وحالة الحساب، وفحوصات الأمان.

  • شبكات البطاقات (مدى، فيزا، ماستركارد، إلخ): هذه المنظمات تدير الشبكات التي تعالج المدفوعات بين بنوك التجّار وبنوك العملاء لمعاملات بطاقات الائتمان والخصم (مدى). تحدد رسوم التبادل وتُسهل تسوية الأموال بين هذه البنوك.

إليكم نظرة مبسطة على كيفية عمل المدفوعات الإلكترونية:

  • الاختيار والدفع: يختار العميل منتجًا أو خدمة على موقع الويب أو التطبيق الخاص لمقدم المنتج أو الخدمة ويتابع إلى صفحة الدفع لإجراء عملية الشراء.

  • معلومات الدفع: عند الدفع، يُطلب من العميل إدخال معلومات الدفع الخاصة به، والتي يمكن أن تشمل تفاصيل بطاقة الائتمان/الخصم، معلومات الحساب البنكي، أو طرق دفع رقمية أخرى (مثل PayPal, Apple Pay)

  • مزود خدمة الدفع: يتم نقل معلومات الدفع بأمان إلى مزود خدمة الدفع، وهي خدمة تُفوض وتعالج الدفعات. تقوم بتشفير البيانات لضمان أمانها أثناء النقل.

  • بوابة الدفع: يُحيل مزود خدمة الدفع تفاصيل المعاملة إلى بوابة الدفع التي يستخدمها بنك البائع. ثم يُقدم المعاملة إلى شبكة البطاقات (مثل مدى، فيزا، ماستركارد).

  • التفويض: تراجع شبكة البطاقات أو البنك المعاملة للتأكد من توفر الأموال أو الائتمان الكافي لدى العميل. كما تتحقق من أي علامات للاحتيال. إذا كان كل شيء بالترتيب المناسب والصحيح، يتم تفويض المعاملة.

  • التأكيد: يُرسل التفويض، مع إشعار بالموافقة على المعاملة أو رفضها، عبر السلسلة إلى مزود خدمة الدفع، التي بدورها توصلها إلى الموقع الإلكتروني أو التطبيق. ثم يُبلغ العميل بنتيجة المعاملة (الموافقة أو الرفض).

  • التسوية: بمجرد الموافقة، يتم نقل الأموال من بنك العميل إلى بنك البائع. تُعرف هذه العملية بالتسوية وقد تستغرق بضعة أيام.

  • الاكتمال: بمجرد تسوية الأموال، تُعتبر المعاملة مكتملة.

خلال هذه العملية، يستخدم مزود الخدمة تدابير أمان مثل التشفير، والتوكنة، وخوارزميات الكشف عن الاحتيال لحماية المعلومات الحساسة وضمان بيئة معاملة آمنة.

وبالنسبة للسؤال الأهم، كيف تختار أفضل مزود خدمة للدفع وبوابة الدفع؟

اختيار أفضل حل لمعالجة الدفع لعملك التجاري يتطلب النظر في عدة عوامل رئيسية لضمان أن الخدمة تلبي احتياجاتك الخاصة، وتوفر الأمان، وتقدم تجربة سلسة لعملائك. إليكم بعض الخطوات والاعتبارات لمساعدتك في اتخاذ القرار الصحيح:

فهم احتياجاتك
  • نوع العمل: هل تدير موقعًا إلكترونيًا للتجارة الإلكترونية، أو متجرًا فعليًا، أو كليهما؟ سيؤثر نموذج عملك على اختيارك.

  • حجم المعاملات: قدر حجم المعاملات التي تتوقع معالجتها. بعض الحلول أنسب للحجم الكبير من المعاملات، بينما تلائم حلول أخرى الأعمال الصغيرة.

  • المبيعات الدولية: إذا كنت تخطط لقبول المدفوعات الدولية، ابحث عن حل يدعم عملات متعددة وشبكات بطاقات دولية.

تقييم الرسوم والتكاليف
  • رسوم الإعداد: بعض المزودين يفرضون رسوم إعداد أولية.

  • رسوم المعاملات: قارن رسوم المعاملة لكل عملية، والتي قد تختلف بناءً على نوع المعاملة (مثل الإئتمان مقابل بطاقة الخصم) وما إذا كانت المعاملة داخلية أو دولية.

  • الرسوم الشهرية: تحقق مما إذا كانت هناك أي رسوم خدمة شهرية.

  • رسوم الاسترداد: فهم التكاليف المرتبطة بعمليات الاسترداد.

النظر في أنواع الدفع المدعومة

تأكد من أن البوابة ومزود الخدمة يدعمان مجموعة واسعة من طرق الدفع، بما في ذلك جميع بطاقات الائتمان والخصم الرئيسية، والمحافظ الرقمية (مثل Samsung Pay،Apple Pay، Google Pay) وطرق الدفع المحلية الأخرى التي يفضلها عملائك المستهدفون.

تقييم المميزات الأمنية
  • الامتثال لPCI: تأكد من أن المزود يتوافق مع معايير PCI DSS لحماية بيانات حامل البطاقة.

  • التشفير والتوكنة: ابحث عن تدابير أمان متقدمة مثل التشفير والتوكنة لحماية بيانات المعاملات.

أدوات منع الاحتيال: تحقق مما إذا كان المزود يقدم أدوات للكشف عن الاحتيال ومنعه.

التكامل والتوافق
  • سهولة التكامل: يجب أن يتكامل الحل بسلاسة مع موقعك الإلكتروني الحالي، وبرمجيات سلة التسوق، وأنظمة الأعمال الأخرى.

توفر API وSDK: تحقق مما إذا كان المزود يقدم واجهات برمجة التطبيقات (APIs) وحزم تطوير البرمجيات (SDKs) للتكاملات المخصصة.

تجربة المستخدم
  • تجربة الدفع: فكر في كيفية ظهور عملية الدفع لعملائك. يمكن أن يقلل الدفع السلس والسريع والمُعرف بالعلامة التجارية من تخلي العملاء عن عربات التسوق.

  • مناسب لشاشة الهاتف المحمول: تأكد من أن بوابة الدفع توفر تجربة دفع مُحسنة للهاتف المحمول.

دعم العملاء
  • التوفر: ابحث عن مزودين يقدمون دعمًا للعملاء على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.

  • قنوات الدعم: ضع في اعتبارك أنواع الدعم المقدمة (مثل الهاتف، البريد الإلكتروني، الدردشة المباشرة).

المراجعات والسمعة
  • ابحث في تقييمات العملاء والشهادات لقياس رضا المستخدم.

  • تحقق من أي شكاوى أو مشكلات مع المزود.

شروط العقد والمرونة
  • مدة العقد: كن حذرًا من العقود طويلة الأجل مع رسوم إنهاء عالية.

  • المرونة: ضع في اعتبارك ما إذا كان المزود يقدم مرونة مع نمو عملك وتغير احتياجاتك.

اختبار الخدمة

إذا أمكن، استفد من أي فترات تجريبية لاختبار بوابة الدفع وحل معالجة الدفع في بيئة تجريبية. يمكن أن يساعدك هذا في تقييم التوافق وسهولة الاستخدام ودعم العملاء عن قرب.


من خلال النظر بعناية في هذه العوامل، يمكنك اختيار مزود خدمة الدفع وبوابة الدفع التي تناسب احتياجات عملك بشكل أفضل، وتعزز تجربة دفع عملائك، وتدعم أهداف نموك.

فماذا بعد؟ لابد لنا من الاهتمام بأدق التفاصيل التقنية لأعمالنا التجارية، عميل اليوم يقرر خلال ثوانٍ معدودة، تجذبه السهولة والسرعة والسلاسة في معاملاته التقنية لأن كل ما في هاتفه يقدم أسرع الحلول و أفضلها فلا يرضى لأقل ما هو ذلك، اتخاذك القرار الصحيح لمزود خدمات الدفع الإلكترونية يضمن تجربة عميل ناجحة وعمل تجاري مزدهر، ميسر هنا لتقديم حلول الدفع المتكاملة.


شركة ميسر المالية

خاضعة لرقابة وإشراف البنك المركزي السعودي.

Saudi Central Bank Logo
PCI Security Council DSS Compliance Logo

© 2024 جميع الحقوق محفوظة لشركة ميسر المالية.

Arabic

800 1111848

السبت إلى الخميس (٩ص- ٦م)

شركة ميسر المالية

خاضعة لرقابة وإشراف البنك المركزي السعودي.

Saudi Central Bank Logo
PCI Security Council DSS Compliance Logo

© 2024 جميع الحقوق محفوظة لشركة ميسر المالية.

Arabic

800 1111848

السبت إلى الخميس (٩ص- ٦م)

شركة ميسر المالية

خاضعة لرقابة وإشراف البنك المركزي السعودي.

Saudi Central Bank Logo
PCI Security Council DSS Compliance Logo

© 2024 جميع الحقوق محفوظة لشركة ميسر المالية.

Arabic

800 1111848

السبت إلى الخميس (٩ص- ٦م)